«توماهوك»... الذراع الطولى للولايات المتحدة

استخدمته من قبل في العراق وليبيا

صاروخ توماهوك (رويترز)
صاروخ توماهوك (رويترز)
TT

«توماهوك»... الذراع الطولى للولايات المتحدة

صاروخ توماهوك (رويترز)
صاروخ توماهوك (رويترز)

لجأت الولايات المتحدة الأميركية مجددا إلى صواريخ كروز توماهوك الجوالة لتوجيه ضربات دقيقة وفعالة لأهداف في منطقة الشرق الأوسط.
وبعد نحو ثلاثة أيام من الهجوم الكيماوي في خان شيخون بمحافظة إدلب السورية، والتي راح ضحيتها 84 شخصا بينهم 27 طفلا وأصابت 600 شخص، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب باستهداف قاعدة الشعيرات الجوية التي أقلعت منها طائرات النظام لضرب خان شيخون.
وأطلقت المدمرات الأميركية 59 صاروخ كروز توماهوك لاستهداف قاعدة الشعيرات، لما تتميز به هذه الصواريخ من دقة وفعالية في إصابة الأهداف على بعد آلاف الكيلومترات.
*قدراته:
يتميز «توماهوك» بصغر حجمه نسبيا، وإمكانية إطلاقه من أي مكان، حيث يعادل وزن سيارة صغيرة، وطوله لا يتجاوز 5.5 أمتار ما يتيح له سهولة التنقل، كما يمكن إطلاقه من تحت سطح البحر من منصات إطلاق التوربيدات في الغواصات.
ويصل مدى الصاروخ إلى 2500 كم فهو مزود بمحرك دفع مروحي نفاث، وبدقة عالية لا يتجاوز هامش الخطأ فيها مترا ونصفا، وكذلك يتمتع بقدرة عالية على المناورة.
ويمتلك توماهوك قوة تفجيرية كبيرة يمكنها نسف مبنى بأكمله، وكذلك يمكنه اختراق الحصون بعمق 6 أمتار من التراب والخرسانة المسلحة، بينما يعمل بنظام ملاحة عالي الدقة باستعمال أقمار «جي بي إس»، لكن سرعته لا تتجاوز 880 كم - الساعة ما يعده البعض عيبا لإمكانية ردعه واعتراضه.
وتبلغ تكلفة الصاروخ الواحد، والذي يتراوح وزنه بين 1300 و1600 كلغم، 1.59 مليون دولار أميركي، ولا تمتلكه سوى الولايات المتحدة وبريطانيا، ويمكنه حمل رؤوس حربية تصل إلى 500 كلغم. ويمكن توجيه الصاروخ بشكل كامل عن بعد، وبوسعه التحليق على ارتفاعات منخفضة للغاية، وتصل قدرة الصاروخ على حمل متفجرات إلى 450 كلغم تقريبا وكذلك يمكنه حمل رؤوس نووية.
*مناسبات استخدامه:
دخل الصاروخ في الخدمة في عام 1983، واستخدم للمرة الأولى في 17 يناير (كانون الثاني) 1991 في عملية «عاصفة الصحراء» على العراق ضد مصانع ومنشآت عسكرية.
كذلك استخدمت الولايات المتحدة صواريخ كروز توماهوك من قبل خلال غزو العراق عام 2003، وأطلقت المئات منها على العاصمة بغداد للإطاحة بنظام صدام حسين، وخلال الحرب الأهلية في كردستان عام 1996 استهدفت الولايات المتحدة الدفاعات الجوية العراقية بنفس الصواريخ، خشية أن يشن الرئيس العراقي صدام حسين حملة إبادة جماعية بحق الأكراد.
وفي عام 2011، أطلقت الولايات المتحدة وبريطانيا 110 صواريخ توماهوك من مدمرات بالبحر المتوسط على مواقع للدفاع الجوي ومراكز قيادة ليبية في إطار تحالف لدول غربية للإطاحة بنظام معمر القذافي إثر احتجاجات شعبية واسعة طالبته بالرحيل، وبهدف تسهيل فرض حظر جوي في ليبيا.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».